الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة هكذا مكنت عملية "لؤلؤة البادية" الجيش السوري من استعادة مدينة تدمر

نشر في  25 مارس 2016  (11:25)

بعد 17 يوماً فقط من بدء عملية استعادة «لؤلؤة البادية»، تمكنت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها من دخول تدمر من ثلاثة محاور، بعد أن سيطرت على جميع التلال المحيطة بالمدينة، وقطعت عدة طرق إمداد لتنظيم «داعش»، أبرزها طريق تدمر - القريتين، الأمر الذي يجعل مسألة السيطرة على تدمر مسألة «ساعات فقط»، وفق تأكيد عدة مصادر عسكرية تحدثت إلى «السفير».

وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش السوري سيطرت على الحارة الشمالية من تدمر، بعد أن دخلت المدينة قادمة من منطقة المقالع في الجهة الغربية الشمالية، حيث وقعت اشتباكات عنيفة في شوارع الحي تمكنت فيها قوات الجيش السوري من تحقيق التقدم برغم هبوب عاصفة رملية شديدة.

ومن المحور الغربي لتدمر، دخلت قوات الجيش السوري أيضاً المدينة، على وقع اشتباكات عنيفة، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة القصف والاستهداف لمواقع التنظيم وخطوطهم الخلفية في المدينة عبر سلاح المدفعية، وعن طريق الغارات العنيفة التي تشنها المقاتلات الروسية من دون توقف.

كذلك ذكرت مصادر ميدانية أن قوة رديفة للجيش السوري التفت حول المدينة ودخلتها من الجهة الشرقية، ما يعني اختراق تدمر من ثلاثة محاور، حيث تشهد المدينة اشتباكات عنيفة، توقع المصدر ألا تستمر طويلاً وسط انهيار في صفوف مسلحي التنظيم، خصوصاً أن العشرات منهم غادروا المدينة خلال اليومين الماضيين، في حين وردت أنباء عن اعتقال الجيش أحد قياديي «داعش». كذلك بدأت قوات الجيش السوري دخول المناطق الأثرية في تدمر انطلاقاً من البساتين الغربية، حيث تجري في هذه المواقع «حرب شوارع» عنيفة، وسط غياب للأسلحة الثقيلة للتخفيف من أضرار المعارك على المعالم الأثرية التي يعود تاريخها إلى قبل نحو ألفي عام.

وتمكنت قوات الجيش السوري خلال الأسبوعين الماضيين من العمل على عدة خطوط منفصلة في المناطق ذات الطبيعة الصحراوية في ريف حمص الشرقي، حيث تمكنت من محاصرة القريتين، وقطع خطوط التواصل مع تدمر، بالإضافة إلى السيطرة على التلال المحيطة بالمدينة ما ساهم بتسريع عمليات دخولها خلال هذه الفترة التي وصفها مصدر عسكري بأنها «قياسية».

ويسيطر «داعش» على مدينة تدمر منذ أيار العام 2015، بعد أن دخلها إثر هجوم عنيف تخلله تفجير عدد كبير من المفخخات أجبر القوات المدافعة عن المدينة على الانسحاب. وقام مسلحو التنظيم بعد السيطرة على المدينة بتدمير عدد كبير من معالمها الأثرية، أبرزها قوس النصر ومعبدا بل وبعلشمين الأثريين، كما قام بسرقة لقى وكنوز أثرية كبيرة من تدمر، إضافة إلى إنشائه «وزارة» خاصة بالتنقيب، قامت بمنح تراخيص تنقيب وحفر في تدمر لمافيات مختصة بسرقة الآثار.

كما شهدت المدينة عدة مجازر، أبرزها مجزرة نفذها التنظيم بحق عدد من عناصر الجيش والمواطنين، نفذها أطفال تابعون له، وجرى تصويرها وتوزيع إصدار مرئي خاص بها. كذلك، ينتظر أكثر من 10 آلاف مواطن جرى تهجيره من تدمر استعادة المدينة ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم التي طال معظمها الدمار بسبب الحرب.

بدوره، وصف المدير العام للآثار والمتاحف السورية الدكتور مأمون عبد الكريم المعركة الجارية الآن في تدمر بأنها «معركة عالمية»، موضحاً أن هذه المعركة «ستنقذ حضارة كاملة من الزوال، حضارة من الإرث الإنساني ككل كان الإرهاب يحاول أن يطمسها».

وعن أولى الخطوات التي ستتخذها مديرية الآثار بعد استعادة الجيش للمدينة، قال عبد الكريم «سنقوم بشكل مباشر بزيارة المدينة وتحديد حجم الأضرار والبدء بعمليات الترميم الفورية، حيث سنعيد إحياء معبدي بل وبعلشمين، بالإضافة إلى قوس النصر، ولدينا الخبرة في إجراء هذا النوع من الترميمات، خصوصاً مع وجود حجارة يمكن الاستفادة منها».

وشدد مدير الآثار في سوريا على أن عمليات الترميم التي ستنفذ بالتعاون مع «اليونيسكو» ومنظمة «الأوابد» العالمية هي رسالة ستكون موجهة للإرهاب بأن الحضارة تنتصر، وأن تدمر باقية ولن تستطيعوا طمسها، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى وجود مخططات تساعد على هذه العملية بشكل سريع، خصوصاً مع جهود التوثيق السابقة التي قادها الدكتور الشهيد خالد الأسعد الذي أعدمه مسلحو تنظيم «داعش» في آب من العام الماضي بعد أن رفض الخروج من المدينة التي يعشقها، والتي كان يعيش فيها ولأجلها.

وكالات